الامام علي بن الحسين (علیهما السلام ) و حقوق الانسان

اشارة

المؤلف: حسين شحادة

في الصحيفة السجادية

من كتاب: الابعاد الانسانية و الحضارية

الامام علي بن الحسين و حقوق الانسان

بين يدي الامام علي بن الحسين عليه السلام و ذكراه المتزامنة مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من شهر كانون الأول نقف علي تاريخية الطغيان و أوزار فظائعه التي ارتكبت في الماضي و ترتكب في الحاضر و كأن رباطا سببيا يجمع بين أشكال الظلم و أهواله المترسبة في أعماق الاستبداد، فمشكلة الطاغة الفرد تتمظرهر في عصرنا الحديث بفخ العولمة الجديدة الملتبسة بجرائم التاريخ، لتعلن علي أنقاضه نهاية الجغرافيا، متجاهلة الشعارات المركزية في الحرية و الاخوة و المساواة، التي كانت محل اهتمام الحضارة في مطلع أسئله الحداثة و التنمية. بيد أن العولمة المحكومة بأنياب القوة و هواجس الاقتصاد و السوق العالية تروج اليوم لأفول القيم الانسانية بالقفز علي الهويات الحضارية و الثقافية لصالح ثقافة السوق و قيمها التي ستشوه حقوق الانسان و تقوده من جديد الي عالم التناقضات الطبقية و النزاعات المتطرفة و صدام المصالح وصولا الي سيطرة الأقلية الثرية علي الأغلبية الفقيرة، مخلفة وراءها الغاء الحقوق الأساسية للانسان و في طليعتها حق الشعوب في تقريرها لمصيرها و سيادتها و استقلالها، لأنها سترضح بحسب العولمة هذه الي قانون الغلبة و الهيمنة و لا استتباع، الأمر الذي شكل صدمة عنيفة لمعظم المفكرين المحافظين القلقين من غول الرأسمالية المتوحشة في الغرب، و دكتاتورية العولمة التي حذر من نتائجها المشؤومة علي حقوق الانسان في بداية العام الماضي أحد مستشاري رئيس الوزراء البريطاني في كتابه النقدي «الطريق الثالث» محللا اخفاقات الفكر الرأسمالي المعاصر في ميادين السياسية و الاقتصاد لمجافاته الصريحة لمبادي حقوق الانسان و لا سيما في قضايا العدالة الاجتماعية. و ضمن هذا التمهيد سنكتشف أن أحد جوانب الأزمة الحضارية